يقول الله تعالى{ولنبلونكم بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة فالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون }البقرة 154-156
بينت هذه الاية الابتلاءات التي قد يتعرض لها المؤمن في هذه الحياة الدنيا ،هذه الابتلاءات التي تجعل منه مخلوقا يتأقلم مع تلك الصعوبات التي تقف أمامه في كل حين وحين ،ونجده يستعد لها ويجعل احتياطات لها ،حتي يتغلب عليها إذا ما اعترضته مرة اخري وتجعل منه مجاهدا في معترك الحياة ليحقق الغاية التي خلق من أجلها وهي العبادة كما جاء في قوله تعالي {وما خلفت الانس والجن إلا ليعبدون}الذريات56 ،هذه العبادة التي تدخل في كل شؤون الحياة الانسان النافعة، ومن هذه الابتلاءات التي تحدثت عنها الاية هي :الخوف والخوف يمثل قمة الاشياء التي تسبب القلق للانسان وتنغص عليه حياته وهي من أولويات الحاجات التي يسعى الانسان لتحقيق نقيضها وهو الامن بعد حاجة الطعام ، واذا ما توفرت هاتين الحاجتين الاساسيتين للانسان في هذه الحياة الدنيا فقد حاز السعادة كما جاء في قول الرسول صلي اللله عليه وسلم {من أصبح آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها } كما نجد المولى عز وجل يذكرنا في هذه الاية بأننا سوف نتعرض للإبتلاءات مثل فقد الاموال ونقص فيها وفقد للأنفس العزيزة علينا مثل الاباء والابناء وغيرهم من الاقارب ،وعدم التمتع بكثير من الثمرات التى نشتهيها ،كل ذلك يحدث للإنسان في كثير من أيام حياته لينظر الله تعالى موقف المؤمن إزاء تلك الابتلاءات هل يصبر ويتوكل علي الله ويعمل علي دفعها أو يجزع ويقول لماذا هذا يا ربي ،فإذا لم يصبر تضاعفت هذه المصيبة وذلك لعجزه عن ردها أولا ،وضياع أجرها ثانيا،وأما صبر عليها وقال :قدر الله وما شاء فعل {إن لله وإنا إليه راجعون} فنجد الله تعالى يبشره بعدة مكاسب منها 1-صلاة الله عليه،وصلاته علي عبده هي "الرحمة" ومن رحمة الله فلن يناله مكروه وسيكون من الفائزين 2- أن يجعله الله من المهتدين الذين سيدخلون الجنة بغير حساب ،أخي المسلم وأنت في هذه الأيام التاريخية التى قمت فيها بهذه الانتفاضة المباركة ضد الظلم والاستبداد ،لا شك أنك ستتعرض إلي هذه الابتلاءات من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات، فعليك أخي المؤمن أن تصبر علي هذه الابتلاءات لتفوز برضا الله عز وجل الذي يضمن لك السعادة في الدنيا والاخرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق